الفصل الأول 

5566
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه الدر المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه مسك أذفر ” . رواه البخاري 

5567
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من يشرب منها فلا يظمأ أبدا ” . متفق عليه 

5568
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ” . قالوا : يا رسول الله أتعرفنا يومئذ ؟ قال : ” نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا من أثر الوضوء ” . رواه مسلم 

5569
وفي رواية له عن أنس قال : ” ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء ” 

5570
وفي أخرى له عن ثوبان قال : سئل عن شرابه . فقال : ” أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة : أحدهما من ذهب والآخر من ورق ” 

5571
وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول : إنهم مني . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي ” . متفق عليه 

5572
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون : أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول : لست هناكم . ويذكر خطيئته التي أصاب : أكله من الشجرة وقد نهي عنها – ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول : لست هناكم – ويذكر خطيئته التي أصاب : سؤاله ربه بغير علم – ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن . قال : فيأتون إبراهيم فيقول : إني لست هناكم – ويذكر ثلاث كذبات كذبهن – ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا . قال : فيأتون موسى فيقول : إني لست هناكم – ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس – ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته ” قال : ” فيأتون عيسى فيقول : لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ” . قال : ” فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول : ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه ” . قال : ” فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء تحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثانية فأستأذن على ربي في داره . فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا . فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول : ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه . قال : ” فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذي لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول : ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه ” . قال : ” فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناءوتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من قد حبسه القرآن ” أي وجب عليه الخلود ثم تلا هذه الآية ( عسى أن يبعثك الله مقاما محمودا ) قال : ” وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم ” متفق عليه 

5573
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا إلى ربك فيقول : لست لها ولكن عليكم بابراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامدوأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامدوأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامدوأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله قال ليس ذلك لك ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ” . متفق عليه 

5574
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه أونفسه ” رواه البخاري 

5575
وعنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال : ” أنا سيد الناس يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين وتدنو الشمس فيبلغ من الغم والكرب ما لا يطيقون فيقول الناس ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيأتون آدم ” . وذكر حديث الشفاعة وقال : ” فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم قال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يارب أمتي يارب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ” . ثم قال : ” والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر ” . متفق عليه 

5576
وعن
حذيفة في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ” رواه مسلم 

5577
وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم : [ رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ] وقال عيسى : [ إن تعذبهم فإنهم عبادك ] فرفع يديه فقال ” اللهم أمتي أمتي ” . وبكى فقال الله تعالى : ” يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيه ؟ ” . فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال فقال الله لجبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ” . رواه مسلم 

5578
وعن أبي سعيد الخدري أن أناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” نعم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب ؟ ” قالوا : لا يا رسول الله قال : ” ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غيرالله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين قال : فماذا تنظرون ؟ يتبع كل أمة ما كانت تعبد . قالوا : ياربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ” 

5579
وفي رواية أبي هريرة ” فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ” وفي رواية أبي سعيد : ” فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة في الحق – قد تبين لكم – من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا ما بقى فيها أحد ممن أمرتنا به . فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دنيار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له : نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه ” . متفق عليه 

5580
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله تعالى : من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية ” . متفق عليه 

5581
وعن أبي هريرة أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فذكر معنى حديث أبي سعيد غير كشف الساق وقال : ” يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ الرسل وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ولا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله تعالى على النار أن تأكل أثر السجود فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول : يا رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها . فيقول : هل عسيت إن أفعل ذلك أن تسأل غير ذلك ؟ فيقول : ولا وعزتك فيعطي الله ما شاء الله من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة ورأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال : يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله تبارك وتعالى : اليس أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت . فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك . فيقول : فما عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره . فيقول : لا وعزتك لا أسألك غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : يا رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى : ويلك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت . فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك أذن له في دخول الجنة . فيقول : تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تعالى : تمن من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله : لك ذلك ومثله معه ” وفي رواية أبي سعيد : ” قال الله : لك ذلك وعشرة أمثاله ” . متفق عليه 

5582
وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا جاؤوها التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله : يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟ فيقول : لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول : أي رب ادنني من هذه فلأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول : أي رب أدخلنيها فيقول : يا ابن آدم ما يصريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها . قال : أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ فضحك ابن مسعود فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا : مم تضحك ؟ فقال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : ” من ضحك رب العالمين ؟ فيقول : إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قدير ” . رواه مسلم 

5583
وفي رواية له عن أبي سعيد نحوه إلا أنه لم يذكر ” فيقول : يا ابن آدم ما يصريني منك ؟ ” إلى آخر الحديث وزاد فيه : ” ويذكره الله : سل كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله : هو لك وعشرة أمثاله قال : ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك . قال : فيقول : ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ” 

5584
وعن أنس أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته فيقال لهم : الجهنميون ” . رواه البخاري 

5585
وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يخرج أقوام من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين ” . رواه البخاري وفي رواية : ” يخرج قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين ” 

5586
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا . فيقول الله : اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها . فيقول : أتسخر مني – أو تضحك مني – وأنت الملك ؟ ” ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال : ذلك أدنى أهل الجنة منزلة . متفق عليه 

5587
وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه وفيقال : عملت يوم كذا وكذا وكذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه . فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة . فيقول : رب قد عملت أشياء لا أراها ههنا ” وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه . رواه مسلم 

5588
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله ثم يؤمر بهم إلى النار فيلتفت أحدهم فيقول : أي رب ؟ لقد كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها ” قال : ” فينجيه الله منها ” . رواه مسلم 

5589
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان له في الدنيا ” . رواه البخاري 

5590
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة ” . رواه البخاري 

5591
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت . فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم ” . متفق عليه 

الفصل الثاني 

5592
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا يفتح لهم السدد ” . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه . وقال الترمذي : هذا حديث غريب 

5593
وعن زيد بن أرقم قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا فقال : ” ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض ” . قيل : كم كنتم يومئذ ؟ قال : سبعمائة أو ثمانمائة . رواه أبو داود 

5594
وعن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن لكل نبي حوضا وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ” . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب 

5595
وعن أنس قا ل سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال : ” أنا فاعل ” . قلت يا رسول الله فأين أطلبك ؟ قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط ” . قلت فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : ” فاطلبني عند الميزان ” قلت فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : ” فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطىء هذه الثلاث المواطن ” رواه الترمذي وقا لهذا حديث غريب 

5596
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل : قيل له ما المقام المحمود ؟ قا ل : ” ذلك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى : اكسوا خليلي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون ” . رواه الدارمي 

5597
وعن المغيرة بن شعبة قا ل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المؤمنين يوم القيامة على الصراط : رب سلم سلم ” . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب 

5598
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل : ” شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ” . رواه الترمذي وأبو داود 

5599
ورواه ابن ماجه عن جابر 

5600
وعن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” آتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا ” . رواه الترمذي وابن ماجه 

5601
وعن عبد الله بن أبي الجدعاء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم ” رواه الترمذي والدارمي وابن ماجه 

5602
وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن من أمتي من يشفع للقبيلة ومنهم من يشفع للعصبة ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة ” رواه الترمذي 

5603
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف بلا حساب ” . فقال أبو بكر زدنا يا رسول الله قال وهكذا فحثا بكفيه وجمعهما فقال أبو بكر : زدنا يا رسول الله . قال : وهكذا فقال عمر دعنا يا أبكر . فقال أبو بكر : وما عليك أن يدخلنا الله كلنا الجنة ؟ فقال عمر : إن الله عزوجل إن شاء أن يدخل خلقه الجنة بكف واحد فعل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” صدق عمر ” رواه في شرح السنة 

5615
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب ” . متفق عليه 

5604
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يصف أهل النار فيمر بهم الرجل من أهل الجنة فيقول الرجل منهم : يا فلان أما تعرفني ؟ أنا الذي سقيتك شربة . وقال بعضهم : أنا الذي وهبت لك وضوءا فيشفع له فيدخله الجنة ” . رواه ابن ماجه 

560
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب تعالى : أخرجوهما . فقال لهما : لأي شيء اشتد صياحكما ؟ قالا : فعلنا ذلك لترحمنا . قال : فإن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها الله بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب تعالى : ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك ؟ فيقول : رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني منها . فيقول له الرب تعالى : لك رجاؤك . فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله ” . رواه الترمذي 

5606
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يرد الناس النار ثم يصدون منها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه ” . رواه الترمذي والدارمي 

الفصل الثالث 

5607
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن أمامكم حوضي ما بين جنبيه كما بين جرباء وأذرح ” . قال بعض الرواة : هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال . وفي رواية : ” فيه أباريق كنجوم السماء من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ” . متفق عليه

5608 – 5609
وعن حذيفة وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة . فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ” قال : ” فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول : لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق ” . قال : قلت : بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق ؟ قال : ” ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين . ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول : يا رب سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا ” . وقال : ” وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكردس في النار ” . والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا . رواه مسلم 

5610
وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير ؟ قال : ” إنه الضغابيس ” . متفق عليه 

5611
وعن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ” . رواه ابن ماجه