الفصل الأول 

5549
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك ” . قلت : أو ليس يقول الله : ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) فقال : ” إنما ذلك العرض ولكن من نوقش في الحساب يهلك ” . متفق عليه

5550
وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ” . متفق عليه 

5551
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله يدني المؤمن فيضع على كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم يا رب حتى قرره ذنوبه ورأى نفسه أنه قد هلك . قال : سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق : ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) متفق عليه


5552
وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول : هذا فكاكك من النار ” رواه مسلم 

5553
وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب فتسأل أمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما جاءنا من نذير . فيقال : من شهودك ؟ فيقول : محمد وأمته ” . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فيجاء بكم فتشهدون على أنه قد بلغ ” ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) رواه البخاري


5554
وعن أنس قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : هل تدرون مما أضحك ؟ ” . قال : قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : ” من مخاطبة العبد ربه يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ ” قال : ” يقول : بلى ” . قال : ” فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني ” . قال : فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا ” . قال : ” فيختم على فيه فيقال لأركانه : انطقي ” . قال : ” فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام ” . قال : ” فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ” . رواه مسلم 

5555
وعن أبي هريرة قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : ” فهل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ ” قالوا : لا قال : ” فهل تضارون في رؤيةالقمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ ” قالوا : لا قال : ” فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ” . قال : ” فيلقى العبد فيقول : أي فل : ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول بلى قال : ” أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول لا فيقول : فإني قد أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فذكر مثله ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يارب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير مااستطاع فيقول : ههنا إذا . ثم يقال الآن تبعث شاهدا عليك ويتفكر في نفسه : من ذا الذي يشهد علي ؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه : انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك يسخط الله عليه ” رواه مسلم وذكر حديث أبي : ” يدخل من أمتي الجنة ” في ” باب التوكل ” برواية ابن عباس 

الفصل الثاني 

5556
عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي ” . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه 

5557
وعن الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ” . رواه أحمد والترمذي وقال لا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة 

5558
وقد
رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى 

5559
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يارب فيقول : أفلك عذر ؟ قال لا يارب فيقول بلى . إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك . فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقول : إنك لا تظلم قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء ” . رواه الترمذي وابن ماجه

5560
وعن عائشة أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما يبكيك ؟ ” . قالت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم : أيخف ميزانه أم يثقل ؟ وعند الكتاب حين يقال ( هاؤم اقرؤوا كتابيه ) حتى يعلم : أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله ؟ أم من وراء ظهره ؟ وعند الصراط : إذا وضع بين ظهري جهنم ” . رواه أبو داود 

الفصل الثالث 

5561
عن عائشة قالت : جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أما تقرأ قول الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) فقال الرجل : يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم أشهدك أنهم كلهم أحرار . رواه الترمذي


5562
وعنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : اللهم حاسبني حسابا يسيرا ” قلت : يا نبي الله ما الحساب اليسير ؟ قال : ” أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك ” . رواه أحمد 

5563
وعن أبي سعيد الخدري أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني من يقوى على القيام يوم القيامة الذي قال الله عز وجل : ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ؟ فقال : ” يخفف على المؤمن حتى يكون عليه كالصلاة المكتوبة ” 

5564
وعنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ما طول هذا اليوم ؟ فقال : ” والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة يصليها في الدنيا ” . رواهما البيهقي في كتاب ” البعث والنشور ” 

5565
وعن أسماء بنت يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة فينادي مناد فيقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يؤمر لسائر الناس إلى الحساب ” . رواه البيهقي في ” شعب الإيمان “