الفصل الأوّل

5379
عن حذيفة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه . متفق عليه 

5380
وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين : أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ” رواه مسلم 

5381
وعنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر : حدثنا : ” إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ” . وحدثنا عن رفعها قال : ” ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة قتقبض فيبقى أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ويقال للرجل : ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ” . متفق عليه 

5382
وعنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قال : قلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ” نعم ” قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ” نعم وفيه دخن ” . قلت : وما دخنه ؟ قال : ” قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ” . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ” نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ” . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : ” هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ” . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ” تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ” . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ” فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ” . متفق عليه . وفي رواية لمسلم : قال : ” يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ” . قال حذيفة : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ” 

5383
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ” . رواه مسلم 

5384
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيه خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به ” . متفق عليه . وفي رواية لمسلم : قال : ” تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي فمن وجد ملجأ أومعاذا فليستعذ به ” 

5385
وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كان له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ” فقال رجل : يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟ قال : ” يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت ؟ ” ثلاثا فقال : رجل : يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحدالصفين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني ؟ قال : ” يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار ” رواه مسلم 

5386
وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ” . رواه البخاري 

5387
وعن أسامة بن زيد قال : أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة فقال : ” هل ترون ما أرى ؟ قالوا : لا . قال : ” فإني لأرى الفتن خلال بيوتكم كوقع المطر ” . متفق عليه 

5388
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش ” . رواه البخاري 

5389
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج ” قالوا : وما الهرج ؟ قال : ” القتل ” . متفق عليه 

5390
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيم قتل ؟ ولا المقتول فيم قتل ؟ فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : ” الهرج القاتل والمقتول في النار ” . رواه مسلم 

5391
وعن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” العبادة في الهرج كهجرة إلي ” . رواه مسلم 

5392
وعن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج . فقال : ” اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشرمنه حتى تلقوا ربكم ” . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري


الفصل الثاني

5393
عن حذيفة قال : والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا ؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته . رواه أبو داود 

5394
وعن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ” . رواه أبو داود والترمذي 

5395
وعن
سفينة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا ” . ثم يقول سفينة : أمسك : خلافة أبي بكر سنتين وخلافة عمر عشرة وعثمان اثنتي عشرة وعلي ستة . رواه أحمد والترمذي وأبو داود 

5396
وعن حذيفة
قال : قلت : يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر ؟ قال : ” نعم ” قلت : فما العصمة ؟ قال : ” السيف ” قلت : وهل بعد السيف بقية ؟ قال : ” نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن ” . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ” ثم ينشأ دعاة الضلال فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة ” . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ” ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحظ أجره ” . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ” ثم ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة ” وفي رواية : ” هدنة على دخن وجماعة على أقذاء ” . قلت : يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي ؟ قال : ” لا ترجع قلوب أقوام كما كانت عليه ” . قلت : بعد هذا الخير شر ؟ قال : ” فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم ” . رواه أبو داود 

5397
وعن أبي ذر قال : كنت رديفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما علىحمار فلما جاوزنا بيوت المدينة قال : ” كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة جوع تقوم عن فراشك ولا تبلغ مسجدك حتى يجهدك الجوع ؟ ” قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ” تعفف يا أبا ذر ” . قال : ” كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة موت يبلغ البيت العبد حتى إنه يباع القبر بالعبد ؟ ” . قال : قلت الله ورسوله أعلم . قال : ” تصبر يا أبا ذر ” . قال : ” كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة قتل تغمر الدماء أحجار الزيت ؟ ” قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ” تأتي من أنت منه ” . قال : قلت : وألبس السلاح ؟ قال : ” شاركت القوم إذا ” . قلت : فكيف أصنع يا رسول الله ؟ قال : ” إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ناحية ثوبك على وجهك ليبوء باثمك وإثمه ” . رواه أبو داود 

5398
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” كيف بك إذا أبقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم ؟ واختلفوا فكانوا هكذا ؟ ” وشبك بين أصابعه . قال : فبم تأمرني ؟ قال : ” عليك بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم ” . وفي رواية : ” إلزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع أمر العامة ” . رواه الترمذي وصححه 

5399
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد خير من القائم والماشي خير من الساعي فكسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم ” . رواه أبو داود . وفي رواية له – ضعيف
: ” ذكر إلى قوله ” خير من الساعي ” ثم قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم ” . وفي رواية الترمذي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الفتنة : ” كسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم والزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا كابن آدم ” . وقال : هذا حديث صحيح غريب 

5400
وعن أم مالك البهزية قالت : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها . قلت : يا رسول الله من خير الناس فيها ؟ قال : ” رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرأسه يخيف العدو ويخوفونه ” . رواه الترمذي 

5401
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من وقع السيف ” . رواه الترمذي وابن ماجه 

5402
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف ” . رواه أبو داود 

5403
وعن
عبد الله بن عمر قال : كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل : وما فتنة الأحلاس . قال : ” هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه . فإذا كان ذلك فانتظروا الدجال من يومه أو من غده ” . رواه أبو داود 

5404
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ويل للعرب من شر قد اقترب أفلح من كف يده ” . رواه أبو داود 

5405
وعن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها ” . رواه أبو داود 

5406
وعن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي الله وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ” . رواه أبو داود 

5407
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ” . قلت : أمما بقي أو مما مضى ؟ قال : ” مما مضى ” . رواه أبو داود

الفصل الثالثِ

5408
عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط . فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” سبحان الله هذا كما قال قوم موسى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ” . رواه الترمذي 

5409
وعن ابن المسيب قال : وقعت الفتنة الأولى – يعني مقتل عثمان – فلم يبق من أصحاب بدر أحد ثم وقعت الفتنة الثانية – يعني الحرة – فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد ثم وقعت الفتنة الثالثة فلم ترتفع وبالناس طباخ . رواه البخاري